في الأيام الأخيرة، انتشرت قصة غريبة أثارت جدلاً واسعاً: تطبيق ذكاء صناعي تنبّأ بوفاة أحد مستخدميه قبل أيام من حدوثها فعلاً. وبين من اعتبرها مجرّد صدفة عابرة، ومن رأى فيها بداية مرحلة جديدة يتجاوز فيها الذكاء الاصطناعي حدود التوقعات الطبيعية… بدأ السؤال الأكبر يطفو إلى السطح: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعرف ما لا نعرفه؟
---
البداية: تنبيه غير مفهوم
كان المستخدم يتفاعل مع التطبيق يومياً، يطرح أسئلة شخصية عن الصحة والروتين ونمط النوم. فجأة، بدأ التطبيق بإرسال تحذيرات متكررة حول مؤشرات خطر في سلوك المستخدم:
قلة النوم
مستوى ضغط مرتفع
نمط تحرك غير منتظم
استخدام الهاتف حتى ساعات متأخرة
لم يأخذ المستخدم تلك التحذيرات على محمل الجد، معتقداً أنها مجرد خوارزمية حساسة.
لكن بعد يومين فقط… حدثت الفاجعة.
---
بعد الوفاة: صدمة وتساؤلات
عائلة الرجل أعادت فتح هاتفه، فوجدت في التطبيق آخر رسالة تنبيه تقول:
> “هناك احتمال مهم لحدوث أزمة صحية خطيرة… يُفضّل طلب استشارة طبية.”
من هنا بدأ الجدل: هل كان التطبيق يتنبأ؟ أم أنه ببساطة قام بقراءة بيانات كان الإنسان نفسه يتجاهلها؟
---
**المفاجأة: الذكاء الاصطناعي لم “ينبّئ”… لكنه حلّل
خبراء الذكاء الاصطناعي أوضحوا أن ما حدث ليس قدرة خارقة، وإنما تحليل دقيق للغاية لبيانات المستخدم التي تتكرر يومياً:
معدل ضربات القلب (من الساعات الذكية)
خطوات قليلة ومتقطعة
توتر مستمر حسب نمط الكتابة على الهاتف
تغيّر طريقة التنفس أثناء النوم
ارتفاع نشاط الجهاز العصبي بسبب السهر الطويل
هذه البيانات يستطيع الذكاء الاصطناعي ربطها ببعضها ليصل إلى احتمال حدوث أزمة قلبية أو جلطة، حتى قبل أن يشعر الإنسان بأي شيء.
---
إذن… هل كان الأمر مصادفة؟
الصدفة قد تلعب دوراً… ولكن:
بيانات المستخدم كانت ترسم صورة واضحة لخطر قادم.
التطبيق كان يعمل على نماذج مدربة على ملايين الحالات.
الذكاء الاصطناعي أصبح قادراً على اكتشاف أنماط لا يستطيع الطبيب رؤيتها دون تحليل طويل.
لذلك، ما حدث ليس تنبؤاً بالغيب، بل قدرة هائلة على قراءة المستقبل من خلال بيانات الحاضر.
---
الجانب المرعب: هل ستعرف التطبيقات مصيرنا؟
هنا تبدأ الأسئلة المخيفة:
هل ستستطيع التطبيقات معرفة موعد مرضنا قبل حدوثه؟
هل يمكن أن تتنبأ بانهيار نفسي أو حادث محتمل؟
وهل يمكن أن تصبح حياتنا كتاباً مفتوحاً أمام الخوارزميات؟
الخبراء يحذّرون:
الخطر ليس في قدرة الذكاء الاصطناعي… بل في من يملك هذه البيانات.
---
خلاصة المقال
القصة التي تصدّرت العناوين ليست دليلاً على أن الذكاء الاصطناعي يعرف المستقبل، لكنها دليل قوي على أنه أصبح يعرف عنّا أكثر مما نتخيل.
وإن كان اليوم يتنبأ بأزمة صحية، فماذا قد يتنبأ غداً؟
هل هي مصادفة؟
ربما…
لكن المؤكد أن الذكاء الاصطناعي أصبح يرى ما لا نراه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق